فصل: سئل هل أن أحمد آغا أو ياسين آغا ما حدثاه أصلًا عن الوزير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» **


 سئل هل أن أحمد آغا أو ياسين آغا ما حدثاه أصلًا عن الوزير

وعشموه بشيء من طرفه إن كان يقدر يقتل ساري عسكر فجاوب لا بل أنهم ذاتهم وعدوه أنهم يساعدوه في كل ما يلزمه إن كان يخرج هذا الشيء من يده‏.‏

سئل هل أن الوزير نادى في تلك النواحي بقتل الفرنساوية فجاوب أنه لا يعلم بل يعرف أن الوزير كان أرسل طاهر باشا لأجل يعين الذين كانوا بمصر وأنه رجع حين شاف العثملي مقبلين لبر الشام من مصر‏.‏

سئل هل هو فقط الذي توكل في هذه الإرسالية فجاوب أن تخمينه هكذا لأن هذا الكلام قد سئل كيف كان يعمل حتى أنه كان يعرف الأغوات بالذي فعله فجاوب أنه كان قصده يروح هو بنفسه يخبرهم أو يرسل لهم حالًا ساعي فبعد خلاص الفحص المذكور انقرأ على المتهوم وهو حرر خط يده مع المبلغ وكاتم السر والترجمان حرر بمصر في اليوم والشهر والسنة المحررة أعلاه إمضاء سليمان الحلبي بالعربي إمضاء كاتم السر بينه‏.‏

مقابلة المتهمين مع بعضهم نهار تاريخه ستة وعشرين من شهر برريال السنة الثامنة من انتشار الجمهور الفرنساوي أنا الواضع اسمي فيه مبلغ القضاة المنقامين لشرع كل من هو متهوم في قتل ساري عسكر العام كلهبر أحضرنا الشيخ محمد الغزي لأجل تجدد فحصه ونقابله مع سليمان الحلبي قاتل ساري عسكر ولهذا كان موجود معنا السيتوين بينه كاتم سر القضاة المذكورين وصار كما يذكر أدناه‏.‏

سئل الشيخ محمد الغزي هل يعرف سليمان الحلبي الموجود ههنا فجاوب نعم‏.‏

سئل سليمان الحلبي هل يعرف الشيخ محمد الغزي الموجود ههنا فجاوب نعم‏.‏

سئل محمد الغزي هل أن سليمان الحلبي ما قال له من قيمة واحد وثلاثين يومًا أنه حضر من بر الشام من طرف أحمد آغا وياسين آغا لأجل ساري عسكر العام وهو كل يوم ما حدثه في هذا الشغل حتى أنه في آخر يوم قال له إنه رائح الى الجيزة حتى يغدر ساري عسكر فجاوب أن هذا ما له أصل لكن حين شافوا بعضًا وقع بينهم سلام فقط ومن قبل آخر يوم الذي نوى فيه سليمان على الرواح الى الجيزة جاب له ورق وحبر وقال له إنه ما يرجع إلا غدًا فقيل إنه ما يخبر بالصحيح لأن سليمان يحقق أنه أخبره بهذه السيرة كل يوم وأن عشية قبل غدر ساري عسكر كان قال له إنه رائح لقضاء هذا الأمر فجاوب أن هذا الرجل يكذب‏.‏

سئل هل كان يروح مرارًا عديدة يبيت عند الشيخ الشرقاوي وهل في الأيام الأخيرة ما راح بات عنده فجاوب أن من حين دخول الفرنساوية ما راح أبدًا بات عنده وأما قبل دخول الفرنساوية كان يبيت عنده بعض مرار فقيل له إنه ما يحكي الصحيح لأن في فحص أمس قال إنه كان يروح مرارًا عديدة يبيت عند الشيخ الشرقاوي فجاوب أنه ما قال ذلك‏.‏

سئل سليمان الحلبي هل يقدر يثبت على الشيخ محمد الحاضر بأنه كل يوم كان يخبره على نيته في قتل ساري عسكر وخصوصًا عشية النهار الذي صباحه صار القتل فجاوب نعم وأنه ما قال إلا الصحيح وأن الشيخ محمد الغزي ما كان يقر بالحق أمرنا بضربه كعادة البلد فحالًا انضرب لحد أنه طلب العفو ووعد أنه يحكي على كل شيء فارتفع عنه الضرب‏.‏

سئل هل سليمان أخبره على ضميره في قتل ساري عسكر فجاوب أن سليمان كان قال له إنه حضر من غزة لأجل أنه يغازي في سبيل الله بقتل الكفرة الفرنساوية وأنه معه عن ذلك بقوله إنه يحصل له من ذلك ضرر وما عرفه أنه مراده يغدر ساري عسكر إلا الليلة التي راح فيها الى الجيزة وصباحها قتله‏.‏

سئل لأي سبب ما حضر أخبرنا على سليمان المذكور فجاوب أنه أبدًا ما كان يصدق أن واحدًا مثل هذا يقدر على قتل ساري عسكر الذي الوزير بذاته ما قدر عليه‏.‏

سئل هل أخبر بالذي قال له عليه سليمان لأحد من المدينة وخصوصًا الى الشيخ الشرقاوي فجاوب أنه ما أخبر أحدًا بذلك وحتى إذا وضعوه تحت القتل ما يقول بذلك‏.‏

سئل هل يعرف أحدًا خلاف سليمان حضر لأجل غدر الفرنساوية وأين هم قاعدين فجاوب أنه ما يعرف وأن سليمان ما قال له على أحد‏.‏

سئل سليمان المذكور أنه يشهر رفقاءه فجاوب أنه لم يعرف أحد في مصر وأن تخمينه ما فيه غيره الذي قاصد قتله الفرنساوية فبعد هذا صرفنا محمد الغزي المذكور لحبسه وأبقينا سليمان لأجل نقابله مع السيد أحمد الوالي الذي حالًا أحضرنا لأجل ذلك‏.‏

سئل هل يعرف سليمان الحلبي الموجود ههنا فجاوب نعم‏.‏

سئل أيضًا سليمان هل يعرف السيد أحمد الوالي الموجود ههنا فجاوب هو أيضًا نعم‏.‏

سئل السيد أحمد الوالي هل أن سليمان ما أخبره على نيته في قتل ساري عسكر وخصوصًا في العشية التي قصد بها التوجه لذلك فجاوب أن سليمان حين وصل من مدة ثلاثين يومًا كان قال له إنه حضر حتى يغازي في الكفرة وأنه نصحه عن ذلك بقوله إن هذا شيء غير مناسب وما أخبره على سيرة ساري عسكر‏.‏

سئل سليمان المذكور أنه يبين هل حدثه أحمد الوالي في قتل ساري عسكر وكم يوم له ما حدثه فجاوب أن في أوائل وصوله قال له إنه حضر بصدد الغزو في الكفار وأن السيد أحمد ما رضي له بذلك ثم بعد ستة أيام أخبره على نيته في قتل ساري عسكر ومن بعدها عاد حدثه بذلك وقبل الغدر بأربعة أيام ما كان قابله فقيل للسيد أحمد الوالي إنه لم يصدق في قوله لأنه ينكر أن سليمان ما أخبره بأنه كان ناوي بقتل ساري عسكر فجاوب الآن لما فكره سليمان افتكر أنه أخبره‏.‏

سئل لأي سبب ما أشهر سليمان المذكور فجاوب أنه ما أشهره لسببين الأول أنه كان يخمن أنه يكذب والثاني ما كان مستعنيه في فعل مادة مثل هذه‏.‏

سئل هل سليمان ما عرفه برفقائه وهل هو ما تحدث مع أحد بذلك وخصوصًا مع الشيخ الجامع الذي هو ملزوم يخبره بكل ما يجري فجاوب أن سليمان ما قال له على رفقائه وهو ما أخبر بذلك أحدًا ولا أيضًا شيخ الجامع‏.‏

سئل هل يعرف الأمر الذي خرج من ساري عسكر العام بأن كل من شاف عثملي في البلد يخبر عنه فجاوب أنه ما دري بذلك‏.‏

سئل هل سكن سليمان بالجامع لسبب أنه قال على مراده في قتل ساري عسكر فجاوب لا لأن كل أهل الإسلام تقدر تسكن في الجمع‏.‏

سئل سليمان هل أنه ما قال بأنهم ما كانوا يريدون يسكنوه لولا أنه قال لهم على سبب مجيئه لمصر فجاوب أن كامل الغرباء لازم يخبروا عن سبب حضورهم وأما هو يقول الحق إن ما أحد من المشايخ ارتضى على مقصوده فبعد هذا أرسلنا السيد أحمد الوالي الى حبسه وبقي سليمان الحلبي لأجل مقابلة السيد عبد الله الغزي الذي أحضرناه في الحال‏.‏

سئل سليمان هل يعرف السيد عبد الله الغزي الموجود ههنا فجاوب نعم‏.‏

سئل السيد عبد الله الغزي هل ما بلغه نية سليمان في قتل ساري عسكر فجاوب وأقر أن يوم حضور سليمان عرفه أنه حضر يغازي في الكفرة وأنه مراده يقتل ساري عسكر وأنه قصد يمنعه عن ذلك‏.‏

سئل لأي سبب ما شكاه فجاوب أنه كان يظن أن سليمان المذكور يتوجه عند المشايخ الكبار وأن المذكورين يمنعوه ولكن من الآن صار يخبر بالذين يحضرون بهذه النية‏.‏

سئل هل يعرف أنه موجود بمصر ناس خلاف سليمان متوكلين في قتل الفرنساوية فجاوب أن ما عنده خبر وأن تخمينه لم يوجد أحد‏.‏

فبعد ذلك انقرأ هذا الفحص على الأربعة المتهومين وهم سليمان الحلبي ومحمد الغزي والسيد أحمد الوالي والسيد عبد الله الغزي وسألوهم هل جواباتهم هذه صحيحة ولا فيها زائد ولا ناقص فأربعتهم جاوبوا لا ثم حرروا خط يدهم معنا بالعربي برفقة الاثنين المترجمين وكاتم السر حرر بمدينة مصر في اليوم والشهر والسنة المحررة أعلاه إمضاء المتهومين بالعربي إمضاء الترجمان لوماكا إمضاء دمياسومر براشويش كاتم السر وترجمان ساري عسكر العام إمضاء المبلغ سرتلون إمضاء كاتم السر بينه بعد خلاص الفحص المشروح أعلاه أنا المبلغ سارتلون سألت الأربعة المتهومين المذكورين أنهم يختاروا لهم واحدًا ليتكلم عنهم قدام القضاة ويحامي عنهم والمذكورون قالوا إن ما هم عارفون من يختاروا فأورينا لهم الترجمان لوماكا لأجل يمشي لهم في ذلك‏.‏

بيان فحص مصطفى أفندي نهار تاريخه ستة وعشرين شهر برريال السنة الثامنة من انتشار الجمهور الفرنساوي أنا المبلغ سارتلون وبينه كاتم سر القضاة المنتشرين لشرع كل من كان له جرة في قتل ساري عسكر العام سئل عن اسمه وعمره ومسكنه وصنعته فجاوب بأنه يسمى مصطفى أفندي ولادة برصة في بر أناضول وعمره واحد وثمانون سنة وساكن في مصر ثم صنعته معلم كتاب‏.‏

سئل هل من مدة شهر شاف سليمان الحلبي فجاوب أن هذا الرجل مشدوده من مدة ثلاث سنين وأنه من مدة عشرة أو عشرين يومًا حضر عنده وبات ليلة ومن حيث أنه رجل فقير قال له يروح يفتش له عن محل غيره‏.‏

سئل هل سليمان المذكور ما أخبره أنه حضر من بر الشام حتى يقتل ساري عسكر العام فجاوب لا بل حضر عنده ليسلم عليه فقط لكونه معلمه من قديم‏.‏

سئل هل سليمان ما عرفه عن سبب حضوره لهذا الطرف وهل هو نفسه ما استخبر عن ذلك فجاوب أن كل اجتهاده كان في أنه يصرفه من عنده بحيث أنه رجل فقير بل سأله عن سبب حضوره فأخبره لأجل يتقن القراءة‏.‏

سئل هل يعرف بأن سليمان راح عند ناس من البلد وخصوصًا عند أحد من المشايخ الكبار فجاوب أنه لا يعرف شيئًا لأنه ما شافه إلا قليلًا وأنه لم يقدر يخرج كثيرًا من بيته بسبب ضعفه وكبره‏.‏

سئل هل أنه ما يعلم القرآن إلا مشاديده فجاوب نعم‏.‏

سئل هل أن القرآن يرضى بالمغازاة ويأمر بقتل الكفرة فجاوب ما يعرف ايش هي المغازاة التي في القرآن ينبي عنها‏.‏

سئل هل يعلم مشاديده هذه الأشياء فجاوب واحد اختيار مثله ما له دعوة في هذه الأشياء بل أنه يعرف أن القرآن ينبي عن المغازاة وأن كل من قتل كافرًا يكسب أجرًا‏.‏

سئل هل علم هذا الغرض لسليمان فجاوب أنه ما علمه إلا الكتابة فقط‏.‏

سئل هل عنده خبر أن أمس تاريخه رجل مسلم قتل ساري عسكر الفرنساوية الذي ما هو من ملته وهو بموجب تعليم القرآن هذا الرجل فعل طيب ومقبول عند النبي محمد فجاوب أن القاتل يقتل وأما هو يظن أن شرف الفرنساوية هو من شرف الإسلام وإذا كان القرآن يقول غيره شيا هو ما له علاقة فحالًا قدمنا سليمان المذكور وقابلناه بمصطفى أفندي ثم سألناه هل شاف مصطفى أفندي مرارًا كثيرة وهل بلغه عن نيته فجاوب أنه ما شافه سوى مرة واحدة لأجل أنه يسلم عليه بحيث أنه معلمه القديم وبما أنه رجل اختيار وضعيف قوى ما رأى مناسب يخبره عن ضميره‏.‏

سئل هل هو من ملة المغازين وهل أن المشايخ سمحوا له في قتل الكفار في مصر ليكتب له أجر ويقبل عند النبي محمد فجاوب أنه ما فتح سيرة المغازاة إلا الى الأربعة مشايخ فقط الذين سئل هل أنه ما تحدث مع الشيخ الشرقاوي فجاوب أنه ما شاف هذا الشيخ لأنه ما هو من ملته بسبب أن الشيخ الشرقاوي شافعي وهو حنفي فبعد هذا قرينا على سليمان ومصطفى أفندي إقرارهم هذا فجاوبوا أن هذا هو الحق وما عندهم ما يزيدوا ولا ينقصوا ثم حرروا خط يدهم برفقة الترجمان ونحن حرر بمصر في اليوم والشهر والسنة المحررة أعلاه إمضاء الاثنين المتهومين بالعربي إمضاء لوماكا الترجمان إمضاء سارتلون إمضاء كاتم السر بينه‏.‏

هذه الرواية المنقولة في اليوم السابع والعشرين من شهر برريال السنة الثامنة من إقامة الجمهور الفرنساوي عن الوكيل سارتلون بحضور مجمع القضاة المفوضين لمحاكمة قاتل ساري عسكر العام كلهبر وأيضًا لمحاكمة شركاء القاتل المذكور‏:‏ يا أيها القضاة إن المناحة العامة والحزن العظيم الذي نحن مشتملون بهما الآن يخبران بعظم الخسران الذي حصل الآن بعسكرنا لأن ساري عسكرنا في وسط نصراته ومماجده ارتفع بغتة من بيننا تحديد قاتل رذيل ومن يد مستأجرة من كبراء ذوي الخيانة والغيرة الخبيثة والآن أنا معين ومأمور لاستدعاء الانتقام للمقتول وذلك بموجب الشريعة من القاتل المسفور وشركائه كمثل أشنع المخلوقات لكن دعوني ولو لحظة خالطًا فيض دموع عيني وحسراتي بدموعكم ولوعاتكم التي سببها هذا المفدي الأسيف والمكرم المنيف فقلبي احتسب جدًا اهتياجه لتأدية تلك الجزية لمستحقها فوظيفتي كأنها ليست في الرؤية إلا ألمًا بتغريق المهيب بماء هذه المصنوعة الشنيعة التي بوقوعها ارتبكت سمعتم الآن قراءة إعلام وفحص المتهمين وباقي المكتوبات عما جرى منهم وقط ما ظهر سيئة أظهر من هذه السيئة التي أنتم محاكمون فيها من صفة الغدارين ببيان الشهود وإقرار القاتل وشركائه والحاصل كل شيء متحد ورامي الضياء المهيب لمناورة ذا القتل الكريه إني أنا راوي لكم سرعة الإعمال جاهد نفسي إن ظفرت لمنع غضبي منهم منها فلتعلم بلاد الروم والدنيا بكمالها أن الوزير الأعظم سلطنة العثمانية ورؤساء جنود جنود عسكرها رذلوا أنفسهم حتى أرسلوا قتال معدوم العرض الى الجريء والأنجب كلهبر الذي لا استطاعوا بتقهيره وكذلك ضعوا الى عيوب مغلوبيتهم المجرم الظالم بالذي ترأسوا قبل السماء والأرض تذكروا جملتكم تلك الدول العثمانية المحاربين من اسلامبول ومن أقاصي أرض الروم وأناضول واصلين منذ ثلاثة شهور بواسطة الوزير لتسخير وضبط بر مصر وطالبين تخليتها بموجب الشروط الذي بمتفقيتهم بذاتهم مانعوا إجراءها والوزير أغرق بر مصر وبر الشام بمناداته مستدعي بها قتل عام الفرنساوية وعلى الخصوص هو عطشان لانتقامه لقتل سر عسكرهم وفي لحظة الذين هم أهالي مصر محتفين بأغويات الوزير كانوا محرومين شفقات ومكارم نصيرهم وفي دقيقة الذين هم أسارى ومجروحين العثملية هم مقبولين ومرعبين في دور ضيوفنا وضعفائنا تقيد الوزير بكل وجوه بتكميل سوء غفارته تلوه منذ زمان طويل واستخدم لذلك آغا مغضوبًا منه ووعد له إعادة لطفه وحفظ رأسه الذي كان بالخطر إن كان يرتضي بذا الصنع الشنيع وهذا المغوي هو أحمد آغا المحبوس بغزة منذ ما ضبط العريش وذهب للقدس بعد انهزام الوزير في أوائل شهر جرمينال الماضي والآغا المرقوم محبوس هناك بدار متسلم البلد وفي ذلك الملجأ فهو مفتكر بإجراء السوء الخبيث الذي يستثقل التقدير لا فهيم ولا معه تدبير سيما هو عامل شيء لإجراء انتقام الوزير وسليمان الحلبي شب مجنون وعمره أربعة وعشرون سنة وقد كان بلا ريب متدنس بالخطايا ظهر عند ذا الآغا يوم وصوله القدس ويترجى صيانته لحراسة أبيه تاجر بحلب من أذيات ابراهيم باشا والي حلب يرجع له سليمان يوم غدره فقد كان استفتش الآغا عن احتيال أصل وفصل ذا الشب المجنون وعلم أنه مشتغل بجامع بين قراء القرآن وأنه هو الآن بالقدس للزيارة وأنه قد حج سابقًا بالحرمين وأن العته النسكي هو منصوب في أعلى رأسه المضطرب من زيغانه وجهالاته بكمالة إسلامه وباعتماده أن المسمى منه جهاد وتهليك غير المؤمنين فمما أنهى وأيقن أن هذا هو الإيمان ومن ذلك الآن مار ما بقي تردد أحمد أغا في بين ما نوى منه فوعد له حمايته وإنعامه وفي الحال أرسله الى ياسين آغا ضابط مقدار من جيوش الوزير بغزة وبعثه بعد أيام لمعاملته وأقبضه الدراهم اللازمة له وسليمان قد امتلأ من خباثته وسلك بالطرق فمكث واحد وعشرين يوم في بلد الخليل بجبرون منتظر فيه قبيلة لذهاب البادية وكل مستعجل ووصل غزة في أوائل شهر فلوريال الماضي وياسين آغا مسكنه بالجامع لاستحكام غيرته والمجنون يواجهه مرارًا وتكرارًا بالنهار والليل مدة عشرة أيام مكثه بغزة يعلمه وبعد ما أعطاه أربعين غرشًا أسديًا ركبه بعقبية الهجين الذي وصل مصر بعد ستة أيام وممتن بخنجر دخل بأواسط شهر فلوريال الى مصر التي قد سكنها سابقًا ثلاث سنين وسكن بموجب تربياته بالجامع الكبير ويتحضر فيه للسيئة التي هو مبعوث لها ويستدعي الرب تعالى بالمناداة وكتب المناجاة وتعليقها بالسور مكانه بالجامع المذكور‏:‏ علاه وتأنس مع الأربعة مشايخ الذين قرأ والقرآن مثله وهم مثله مولودين ببر الشام وسليمان أخبرهم بسبب مراسلته وكان كل ساعة معهم متآمرين به لكن ممنوعين بصعوبة ومخطرات الوحدة محمد الغزي والسيد أحمد الوالي وعبد الله الغزي وعبد القادر الغزي هم معتمدين سليمان بارتهان ما نواه ولا عاملوا شيء لممانعته أو لبيانه وعن مداومة سكونهم به صاروا مسامحين ومشتركين في قبحة القاتل هو منتظر واحد وثلاثين يوم معدودة بمصر فعقبة جزم توجهه الى الجيزة وبذاك اليوم أعقد سره الى الشركاء المذكورين أعلاه وكان كل شيء صار سهل جزم القاتل بمصنوعته الشنيعة وبيوم الغدوة طلع السر عسكر من الجيزة متوجهًا مصر وسليمان طوى الطرق ولحقه هلقدر حتى لزم أن يطردوه مرارًا مختلفة لكن هو المكار عقيب غدارًا تعداه وفي يوم الخامس والعشرين من شهرنا الجاري وصل واختفى في جنينة السر عسكر لتقبيل يده فالسر عسكر لا أبى على قيافة فقره وفي حال ما السر عسكر ترك له يده ضربه سليمان بخنجره ثلاثة جروح وقصد الستوين بروتاين الذي هو رئيس المعمار ومصاحب العرفاء وجاهد لحماية السر عسكر لكن ما نفع جسارته فهو بذاته وقع أيضًا مجروح عن يد القاتل المسفور بستة جروحات وبقي لا مستطيع شيء وهكذا وقع بلا صيانة وهو الذي كان من الأماجد في الحرب ومخاطرات الغزا وهو أول اذين مضوا برياسة عسكر دولة الجمهور الفرنساوي المنصور الرهن الرهين وهو فتح ثانيًا بر مصر حينئذ بهجوم سحائب من العثمانية فكيف اقتدر واضم الوجع العميق الجملة الى دموع الأجناد الى لوعات الرؤساء وجميع الجنرالية أصحابه بالمجاهدة والمماجدة بالمناحة وموالهة العسكر أنتم جميعًا تنعوه والمحاسنات تستأهله وتنبغي له القاتل سليمان ما قدر يهرب من مغاشاة الجيوش غضوبين له الدم ظاهر في ثيابه وخنجره واضطرابه ووحشة وجهه وحاله كشفوا جرمه وهو بالذات مقر بذنبه بلسانه ومسمي شركاء وهو كمادح نفسه للقتل الكريه صنع يديه وهو مستريح بجواباته للمسائل وينظر محاضر سياسات عذابه بعين رفيعة والرفاهية هي الثمر المحصول من العصمة والتفاوه فكيف تظهر بوجوه الآثمين ومسامحينهم شركاء سليمان الأثيم كانوا مرتهنين سره للقتل الذي حصل من غفلتهم وسكوتهم قالوا باطلًا أنهم ما صدقوا سليمان هو مستعدد بذا الإثم وقالوا باطلًا أيضًا أن لو كانوا صدقوا ذا المجنون كانوا في الحال شايعين خيانته لكن الأعمال شهود تزور وتنبئ أنهم قابلوا القاتل وما غيروا له نية إلا خوف مهلكتهم ومصممين تهلكة غيرهم ولا هم مستعذرين وجهًا من الوجوه لا حكى لهم شيء من مصطفى أفندي بما أن لا ظهر شيء عند ذاك الشيب يثبت معاقرته بشكل العذاب اللائق للمذنبين هو تحت اصطفاكم بموجب الأمر من الذي أنتم مأمورون بعقيبه لمحاكمة السيئين وأظن أن يليق أن تصنعوا لهم من العذابات العادية ببلاد مصر ولكن عظمة الإثم تستدعي أن يصير عذابه مهيبًا فإن سألتوني أجبت أنه يستحق الخوزقة وأن قبل كل شيء تحرق يد ذا الرجل الأثيم وأنه هو يموت بتعذيبه ويبقى جسده لمأكول الطيور وبجهة المسامحين له يستحقون الموت لكن بغير عقوبة كما قلت لكم ونبهت فليعلم الوزير والعملية الظالمين تحت أمره حد جزاء الآثمين الذين ارتكبوا بقصد انتقامهم لعدم المروءة أنهم عدموا من عسكرنا واحد مقدام سبب دائمي دموعنا ولوعتنا الأبدية فلا يحسبوا ولا يأملوا بإقلال جزائنا إنما خليفة السر عسكر المرحوم هو رجل قد شهر شجاعة ومضى قدماه بصفاء ضمير منير وهو مشار إليه بالبنان لمعرفته بتدبير الجنود والجمهور المنصور وهو يهدينا بالنصرة وأما أولئك المعدومون القلب والعرض فلا احمرت وجوههم بانتقامهم وانهزامهم باق ثم عدم اعتبارهم بالتواريخ لأبدانهم باقين بالرذالة لا نفع لهم قدام العالم إلا اكتساب خجالتهم ولعدم أولًا - أن سليمان الحلبي مثبت اسمه الكريه بقتل السر عسكر كلهبر فلهذا هو يكون مدحوضًا بتحريق يده اليمنى وبتحريقه حتى يموت فوق خازوقه وجيفته باقية فيه لمأكولات الطيور‏.‏

ثانيًا - أن الثلاثة مشايخ المسمين محمد الغزي وعبد الله الغزي وأحمد الغزي يكونون متبينين منكم أنهم شركاء لهذا القاتل فلذلك يكونون مدحوضين بقطع رؤوسهم‏.‏

ثالثًا - أن الشيخ عبد القادر الغزي يكون مدحوضًا بذلك العذاب‏.‏

رابعًا - أن إجراء عذابهم يصير بعودة المجتمعين لدفن السر عسكر وأمام العسكر وناس البلد لذاك الفعل موجودين فيه‏.‏

خامسًا - أن مصطفى أفندي تبين غير مثبوت مسامحته وهو مطلوق الى ما نرى‏.‏

سادسًا - أن ذا الإعلام وبيناته وما جرى بطبع في خمس نسخ ويؤول من لسان الفرنساوي بالعربي والتركي لتلزيقها بمحلات بلاد بر مصر بكمالها بموجب المأمور حرر بمصر القاهرة في اليوم السابع وعشرين من شهرنا برريال سنة ثمانية من إقامة الجمهور المنصور ممضي سارتلون‏.‏

الفتوى الخارجة من طرف ديوان القضاة المنتشرين بأمر ساري عسكر العام منو أمير الجيوش الفرنساوية في مصر لأجل شرعية كل من له جرة في غدر وقتل ساري عسكر العام كلهبر في السنة الثامنة من انتشار الجمهور الفرنساوي وفي اليوم السابع والعشرين من شهر برريال اجتمعوا في بيت ساري عسكر رينيه المذكور وساري عسكر روبين ودفتردار البحر لرو والجنرال مارتينه والجنرال مورانه ورئيس العسكر جوجه ورئيس المدافع فاور ورئيس المعمار برترنه والوكيل رجينه والدفتردار سارتلون في رتبة مبلغ والوكيل لبهر في ربتة وكيل الجمهور والوكيل بينه في رتبة كاتم السر وهذا ما صار حكم أمر ساري عسكر العام منو أمير الجيوش الفرنساوية الذي صدر أمس وأقام القضاة المذكورين لكي يشرعوا على الذي قتل ساري عسكر العام كلهبر في اليوم الخامس والعشرين من الشهر ولكي يحكموا عليه بمعرفتهم فحين اجتمعوا القضاة المذكورون وساري عسكر رينيه الذي هو شيخهم أمر بقراءة الأمر المذكور أعلاه الخارج على يد ساري عسكر منو ثم بعده المبلغ قرأ كامل الفحص والتفتيش الذي صدر منه في حق المتهومين وهم سليمان الحلبي والسيد عبد القادر الغزي ومحمد الغزي وعبد الله الغزي وأحمد الوالي ومصطفى أفندي فبعد قراءة ذلك أمر ساري عسكر رينيه بحضور المتهومين المذكورين قدام القضاة وهم من غير قيد ولا رباط بحضور وكيلهم والأبواب مفتحة قدام كامل الموجودين فحين حضروا ساري عسكر رينيه وكامل القضاة سألوهم جملة سؤالات وهذا بواسطة الخواجا براشويش الترجمان فهم ما جاوبوا إلا بالذي كانوا قالوه حين انفحصوا فساري عسكر رينيه سألهم أيضًا إن كان مرادهم يقولوا شيئًا مناسبًا لتبرئتهم فأجابوه بشيء فحالًا ساري عسكر المذكور أمر بدرهم الى الحبس مع الخفراء عليهم ثم أن ساري عسكر رينيه التفت الى القضاة وسألهم إيش رأيهم في عدم حديث المتهومين وأمر بخروج كامل الناس من الديوان وقفل المحل عليهم لأجليستشاروا بعضهم من غير أن أحدًا يسمعهم ثم انوضع أول سؤال وقال‏:‏ سليمان الحلبي ابن أربعة وعشرين سنة وساكن بحلب متهم بقتل ساري عسكر العام وجرح السيتوين بروتاين المهندس وهذا صار في جنينة ساري عسكر العام في خمسة وعشرين من الشهر الجاري فهل هو مذنب فالقضاة المذكورون ردوا كل واحد منهم لوحده والجميع بقول واحد أن سليمان الحلبي مذنب‏.‏

السؤال الثاني - السيد عبد القادر الغزي مقرئ قرآن في الجامع الأزهر ولادة غزة وساكن في مصر متهوم أنه بلغه بالسر في غدر ساري عسكر العام وما بلغ ذلك وقصد الهروب فهل هو مذنب فالقضاة جاوبوا تمامًا أنه مذنب‏.‏

ثم وضع السؤال الثالث وقال‏:‏ محمد الغزي ابن خمسة وعشرين سنة ولادة غزة وساكن في مصر مقرئ قرآن في الجامع الأزهر متهوم أنه بلغه بالسر في غدر ساري عسكر وأنه حين ذلك الغادر كان نوى الرواح لقضاء فعله بلغه أيضًا وهو ما عرف أحدًا بذلك فهل هو مذنب فالقضاة جاوبوا تمامًا أنه مذنب‏.‏

السؤال الرابع‏:‏ - عبد الله الغزي ابن ثلاثين سنة ولادة غزة ومقرئ قرآن في الجامع الأزهر متهوم أنه كان يعرف في غدر ساري عسكر وأنه ما بلغ أحدًا بذلك فهل هو مذنب فالقضاة جاوبوا تمامًا أنه مذنب‏.‏

السؤال الخامس - أحمد الوالي ولادة غزة مقرئ قرآن في جامع الأزهر متهوم أن عنده خبر في غدر ساري عسكر وأنه ما بلغ أحدًا بذلك فهل هو مذنب فالقضاة جاوبوا تمامًا أنه مذنب‏.‏

السؤال السادس - مصطفى أفندي ولادة برصة في بر أناضول عمره واحد وثمانين سنة ساكن في مصر معلم كتاب ما عنده خبر بغدر ساري عسكر فهل هو مذنب فالقضاة تمامًا جاوبوا بأنه غير مذنب وأمروا بإطلاقه فبعد ذلك القاضي وكيل الجمهور طلب أنهم يفتوا بالموت على المذنبين المشروحين أعلاه فالقضاة تشاوروا مع بعضهم ليعتمدوا على جنس عذاب لائق لموت المذنبين أعلاه ثم بدؤوا بقراءة خامس مادة من الأمر الذي أخرجه أمس ساري عسكر منو بسبب ذلك والذي بموجبه أقامهم قضاة في فحص وموت كل من كان له جرة في غدر وقتل ساري عسكر العام كلهبر ثم اتفقوا جميعهم أن يعذبوا المذنبين ويكون لافق للذنب الذي صدر وأفتوا أن سليمان الحلبي تحرق يده اليمين وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور وهذا يكون فوق التل الذي برا قاسم بك ويسمى تل العقارب وبعد دفن ساري عسكر العام كلهبر وقدم كامل العسكر وأهل البلد الموجودين في المشهد ثم أفتوا بموت السيد عبد القادر الغزي مذنب أيضًا كما ذكر أعلاه وكل ما تحكم يده عليه يكون حلال للجمهور الفرنساوي ثم هذه الفتوى الشرعية تكتب وتوضع فوق الذيت الذي مختص بوضع رأسه وأيضًا أفتوا على محمد الغزي وعبد الله الغزي وأحمد الوالي أن تقطع رؤوسهم وتوضع على نبابيت وجسمهم يحرق بالنار وهذا يصير في المحل المعين أعلاه ويكون ذلك قدام سليمان الحلبي قبل أن يجري فيه شيء هذه الشريعة والفتوى لازم أن ينطبعا باللغة التركية والعربية والفرنساوية م كل لغة قدر خمسمائة نسخة لكي يرسلوا ويعلقوا في المحلات اللازمة والمبلغ يكن مشهل في هذه الفتوى تحريرًا في مدينة مصر في اليوم والشهر والسنة المحررة أعلاه ثم ان القضاة حطوا خط يدهم بأسمائهم برفقة كاتم السر ممضي في أصله ثم هذه الشريعة والفتوى انقرت وتفسرت على المذنبين بواسطة السيتوين لو ما كان الترجمان قبل قصاصهم فهم جاوبوا أن ما عندهم شيء يزيدوا ولا ينقصوا على الذي أقروا به في الأول فحالًا قضوا أمرهم في ثمانية وعشرين من شهر برريال حكم الاتفاق وقبل نصف النهار بساعة واحدة حرر بمصر في ثمانية وعشرين برريال السنة الثامنة من انتشار الجمهور الفرنساوي ثم ختموا بأصله الدفتردار سارتلون وكاتم السر بينه وهذه نسخة من الأصل إمضاء بينه كاتم السر آه وهذا آخر ما كتبوه في خصوص هذه القضية ورسموه وطبعوه بالحرف الواحد ولم أغير شيئًا مما رقم إذ لست ممن يحرف الكلم وما فيه من تحريف فهو كما في الأصل والله أعلم‏.‏